تأليف: ماوتسي تونغ
في الحديث الشريف "الحكمة ضالة المؤمن..."، ذلك لأنها، أثبت من العلم وأعرق من الفلسفة، وهذا كتاب في الحكمة السياسية جليل القدر وعظيم القيمة، يستخلص زبدة العصر الفلسفية، وييسرها من أجل: عيال الله، خلفائه على الأرض، من المستضعفين الذين سيرثونها آخرا.
ماو حكيم الصين المعاصرة، زعيمها بل القائد الشعبي العالمي، الذي لا تنكر أفضاله ليس على شعبه وحده بل وشعوب العالم المعاصرة، بالنتيجة وبالتبعية، أخرج أمة، كانت تافهة، من الأمية والفقر والعبودية... إلى التحرر ثم النهوض والتقدم، في مسيرة لم تتوقف منذ انطلاقها وحتى اليوم، معجزات تلو أخرى، بفضل فكر سديد وخط قويم واعتماد وثقة في إرادة الناس وفي قوتهم. أعظم ثروة وأعظم رأسمال، البترول الذي لا ينفد والذهب الذي لا يفنى...
كلمة السر في جميع ذلك، أن لا عمل قويم بدون نظر سديد، وأيضا وبالمقابل لا نظرية علمية وواقعية... دون تمريسها في الملموس وامتحانها في الميدان ومع الناس المعنيين بأمرها وأمر نتائجها.
لهاتين المقالتين أهمية قصوى في التاريخ المعاصر للمستضعفين في الأرض، لخصتا أرقى ما بلغته عقول البشرية الحديثة والمعاصرة في الغرب خاصة، مدمجة إياه بأعرق ما استخلصته الحكمة البشرية في واحدة من أرقى ثقافاتها المتميزة (الصين وشعوب آسيا...)، كل ذلك في لغة بسيطة وحجة بليغة وأمثلة مقنعة من قبيل "السهل الممتنع" إلا على المجاهدين المؤمنين بقضية الأرض والإنسان وحقهما في السلامة والنظافة والحرية والسعادة...
أسلافنا عرفوا كيف يستفيدون من منطق أرسطو، ويدعموا وجدانهم بأخلاق أفلاطون... فأنتجوا ثقافة وحضارة إنسانية قل مثيلها في التاريخ عطاء وجلالا وجمالا، يحق للأحفاد أن يقتدوا بهم، لأجل تحقيق مطامحهم اليوم، أحرى بنا إذن أن "نأخذ العلم..." من الموفقين في التنمية والناجحين في العدالة... "من الصين" كما نصحنا رسولنا الكريم r.
ب.ع. الصمد
Share this content: