روجر ماثيو
على إثر ملاحم كفاح مغربي، تكاد تكون أسطورية، مكثفة وسريعة... عاد الملك.. وتردد في العودة الزعيم (=علال) ولم يعد الأمير (=الخطابي) حتى وهو محض جثمان وقبر رمزي.
لقد كان ذلك عنوان استقلال ووحدة وديمقراطية... مثلومة، ولم يستدرك التاريخ اللاحق نواقص ماضيه القريب. بل إنه عمقها. وبشكل مضاعف على منطقة الشمال، تركت للفقر وللبحر... والأخطر تشويه الذاكرة، بل ومحوها أحيانا، في مقررات التعليم والإعلام والحياة العامة، فلا ذكر لبطل الريف الذي دوخ استعمارين: حوالي مليون جندي بقيادة العشرات من الجنرالات والمارشلات. والذي لولا الحصار الشامل حتى على الأغذية والأدوية. واستعمال الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليا. وجفاف الطبيعة الطارئ... ما كان ليستسلم. كل ذلك في مقابل اعتراف العالم بجدارة القائد سياسيا، عسكريا، إداريا وفكريا... وذلك من خلال مئات الدراسات حول ثورته. والأهم دروسها التي اقتدت بحرفيتها جميع حركات التحرر الوطنية في العالم وانتصرت.
عرضت عليه الخلافة الإسلامية بعد سقوطها (1924) في تركيا ولكنه اعتذر، لأن همه لم يكن الحكم. بل الحرية والتحرير والاستقلال ووحدة المغرب العربي جميعا. ولأننا لم نمتثل لنصائحه، فها نحن نؤدي الثمن مضاعفا في الشمال والشرق والجنوب من ترابنا الوطني.
في سياق الانتقال، أو بالأحرى الانتقالات المنشودة، فإن قرينة كل ذلك، ستبقى مدى احترامنا لهذا القسط الهام من ذاكرتنا الوطنية الموؤودة. وأيضا اعتبارنا لشهداء ثورة الريف، وأحفادهم في الشمال المغربي الأبي.
ب.ع.الصمد