انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

خرافة التفوق الأمريكية

جورج سوروس

يعتبر ج سوروس رمزا عالميا لرأسمالية المضاربات المالية..

وهو فضلا عن ذلك أمريكي الهوى والهوية. ولا يمكن لذلك اتهامه بمعاداة الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، أو لأجله، فهذا الكتاب يعتبر صك اتهام لحكومتها اليمينية بأنها الوجه الآخر للإرهاب، منتجُه ومصدره. وذلك منتوج تحالف «الأصولية الرأسمالية» مع «الأصولية المسيحية (=الصهيونية)» ونظرية «التفوق الأمريكي» وفلسفته... الداروينية، الاجتماعية السياسية والثقافية (البقاء للأقوى)، واقتعادها لذلك مقعد شرطي الكون المتجبر وخارج القانون... ينتقد رأسمالية السوق اللاعقلانية واللاخلاقية واللاتنموية، ويؤكد أن نمط «المساعدات نحو الجنوب»، فضلا على بخلها، لا تعود بالنفع سوى على الغرب نفسه، وعلى أزلامه من الحكام الفاسدين في دول الجنوب، وانهيار «الاشتراكية السوفياتية» لذلك لا يجوز أن يعني بحال، انتصارا للرأسمالية المتوحشة.

يتهم بوش وبطانته... بالكذب والبهتان والتزوير. ويؤكذ أن المطلوب ليس إقالة شخصه، بل إقالة سياسته وعقيدته وأوهامه... يقينه الأرسخ، أن أمن أمريكا يقل، كلما ضاعفت مصاريف حروبها العدوانية. فأمريكا هي المحاصرة في العراق. وأنها وقعت في المصيدة التي نصبها لها «ابن لادن» وأن الكارثة محدقة بها لا محالة. وأن «انفجار الفقاعة» الأمريكية قادم. (تماما كما صنع هو نفسه، ماليا، للنمور الأسيوية التي استحالت قططا). وذلك نتيجة ما يعتبره «التطرف الرأسمالي، والناتج عن تحالف التجمع الصناعي العسكري» مع اليمين السياسي والديني.

هل هو نقد ذاتي من قبل رأسمالي يبحث عن بدائل للإنقاذ؟ أم هو رأي رأسماليي «التجمع الصناعي المدني» القادم لا محالة بعد الكارثة؟ هي أسئلة مع أخريات لا شك أن في مادة هذا الكتاب الشيق والمثير والغني بأفكاره واقتراحاته الجريئة.. ما يسمح بالإجابة أو ببعضها.

ع. الصمد بلكبير

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: