تأليف: الشيخ ع. الله كنون
المؤسس الفذ والأول للدولة الموحدة المستقلة وذات السيادة في المغرب العربي الكبير.
جنوبي من أقصى الصحراء (وادي الذهب). انطلق محررا وموحدا لا نحو الجنوب أو الشرق بل نحو الشمال. حيث يمكن حماية الجنوب والدفاع عن الشرق. وذلك بإعادة تأسيس الدولة والمجتمع والثقافة... وبتجاوز أعطاب التأسيس الأصلي (الأدارسة) الذي أفرز تفتت الكيان وهرطقة الفكر (برغواطة).
هذا الاستراتيجي النبيه والحاذق، وعى أن منعة الكيان الوطني ووحدته، تقتضي التضامن مع المشرق في محنته (التجزئة-الغزو) ولذلك لم يلقب نفسه أميرا للمؤمنين، بل فقط للمسلمين، كما وعى أن أفضل تضامن معه (=المشرق) هو مواجهة نفس العدوين في الشمال الإيبيري وكانت ملحمة «الزلاقة» انتصارا للوحدة وللحضارة وللأمن من الخوف.
هذا الأمازيغي العَوْرَبي، فهم منذئذ أن الهوية إرادة استراتيجية واستشراف. لا «وهم» أصل أو «عرق». وميز لذلك جيدا بين حلفائه وأعدائه وأخصامه. في أفق صناعة المستقبل: الدولة الموحدة العتيدة، بالتالي المستقلة وذات السيادة...
كان متقشفا لا سفيها، كرسي حكمه على ظهر جمله أو فرسه، همه بناء مستقبل الوطن والإنسان لا الجدران، ولا بالأحرى تكريس الماضي.
يكفيه فخرا في التاريخ أن يترك للبشرية هذه الـ«مراكش» المتفردة على كل صعيد (وواحة نخيلها...) والتي من معجزاتها المستمرة أن أولياءها «الأموات» مثل يوسف. مازالوا، مقارنة إلى جحود «الأحياء» من نخبتها السائدة، ينفقون على أحفادهم حتى اليوم. بمن في ذلك المعاقين والسعاة والمشردين...
فيا أيها التلاميذ والطلاب والشباب، عودوا إلى قيم ومثل ونماذج هذا النمط من أجدادكم. فبذلك وحده تستطيعون حقا وصدقا إعادة صنع حاضر ومستقبل يليقان بوطنكم وتاريخ شعبكم وبآمالكم أيضا وأيضا...
ب.ع.الصمد
Share this content: