انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر
محمد الحبيب الفرقاني

هذا رجل فذ، وعلى شتى المستويات والجبهات، رمز من الرعيل الثاني المؤسس والباني للحركتين الوطنية والديمقراطية ثم لاحقا للحركة الاجتماعية الاشتراكية... كافح الاستعمار المباشر كما ناضل ضدا على الاستبداد... وابتلي نتيجة ذلك بمختلف صنوف البلاء بالنفي والاعتقال حيث سجل الرقم القياسي لعدد الاعتقالات وطنيا وعربيا.

سجله في المقاومة وفي الصحافة وفي الدعوة إلى الإصلاح الديني لم يقل شأوا عن مردوده في ما يتصل بالكفاح السياسي والنقابي والمدني... فضلا عن عطاءاته في ميادين الإبداع الشعري والنقد الأدبي وكتابة التاريخ الوطني... إلخ

خلال مسيرته الجهادية تلك تمكن من نشر بعض كتاباته. وهنا إعادة نشر اليسير منها. أما أكثر ذلك، فهو لا يزال في انتظار التجميع والتصنيف والنشر... وعسى ألا ينتهي إلى ما انتهت إليه كتابات الرواد جميعهم من إهمال أو حتى إقبار مقصود بفعل الاحتجاز أو التخويف أو الإغراء سيان.

ذاكرة الرموز هي جزء من ذاكرة الشعوب، فهي لذلك حق عام يعتبر الحفاظ عليه وإشاعته.. واجب وطني موضوع على عاتق الدولة والمجتمع المدني في آن. والمطلوب منهما لذلك أن يتنافسا على إنجازه لا أن يتقاعسا كما هو حاصل اليوم. وبالنسبة لفقيدنا فالسؤال مطروح على الحكومة بشتى وزاراتها المختصة ومجلس المدينة والجمعيات المهتمة: العلماء – الكتاب – المؤرخين – الصحافيين – الشعراء – الأحزاب – النقابات – المقاومة والجامعة... إلخ.

إن تخريب الذاكرة هو أخطر على الشعوب وعلى مصائرها من تخريب الأرض والبيئة والاقتصاد... بالمقابل فإن ترميمها والحفاظ على تراثها يعتبر شرطا لازبا لأي نهوض ولأية تنمية وتقدم. 

                                                          ع. بلكبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *