محاولة تحليل وتأويل
من قواعد تربية الأمراء في بلاطات الملكيات القديمة، أن تأديبهم عند الحاجة لا يتم بضربهم مباشرة، بل يُضرب أمامهم قرد أو عبد، ما يدفعهم إلى التأثر، والاعتبار، والاتعاظ، بل والتخويف، دون الحاجة إلى إيذائهم جسديًا… إلا إذا تكاثرت زلاتهم.
هذا بالضبط ما قام به الفريق الإعلامي لترامب:
تحذير وتخويف صريح موجه إلى حكومات العالم وأحزابها المصنوعة من قبل “السيئة”، بأن مصيرها، عند الممانعة – وأحرى عند المقاومة – للقرارات القادمة من جانبه، سيكون شبيهًا بمصير هذا “القرد-العبد” الإعلامي.
هذه الرسالة موجهة سياسيًا واقتصاديًا إلى دول مثل: كندا، المكسيك، بنما، كولومبيا (لوقف تصدير المخدرات إليها)، وحتى المغرب، الذي استبق الأمور سابقًا بتؤدة، وفي إطار صفقة متكاملة. وكذلك إلى دول غسيل الأموال العولمية القذرة، وهي تعمل جميعها تحت أعين “السيئة” – وعلى رأسها: إنجلترا وسويسرا، أو تلك المتماهية سياسيًا واستخباريًا مع السيئة، وأخطرها على الإطلاق: ألمانيا (حيث إن الـCIA امتداد عضوي للمخابرات النازية، بل العكس هو الأصح)… وكذلك الكيان الصهيوني في الراهن.
ثم هناك الدول “المزدوجة”، الطامحة إلى السيادة والاستقلال عن واشنطن، وأهمها: كوريا الجنوبية وتركيا.
هؤلاء جميعًا هم خصوم “الترومبية”. أما أعداؤها الحقيقيون فهم الاشتراكيات جمعاء، وعلى رأسها: الصين.
في المثل العربي الشهير:
“إياكِ أعني، واسمعي يا جارة”،
تطابق تام مع هذا الـ”سكتش” بين ترامب وزيلينسكي.
الخطاب والإخراج كانا موجهين إلى العميل-المثلي الحقير، الذي لا يستحق حتى المجالسة… لكن الرسالة، في جوهرها، كانت موجهة إلى إدارات الدول المذكورة أعلاه – وربما إلى أخرى أيضًا، لا نعرفها بعد.
ع.ب – مراكش
Share this content: