انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

الدين والدين(=الاقتراض)

لعل هذا من ذلك، وبالأقل، فهما من حقل لغوي واحد، وإذن، حقل معنوي ودلالي مشترك؟ والغالب أنهما، في العربية، ولدى العرب، مرتبطان متواشجان ببعضهما.

فالدين، دين (سلف أو قرض) على المدين (المتدين) من قبل سلفه، أو مقرضه، الذي هو المجتمع، من خلال أبويه وأعمامه وعماته وخالاته وأخواله وعموم أسرته وعشيرته وقبيلته. فهم جميعًا وقفوا على تربيته وتغذيته وتمريضه وحمايته وتخليقه، إذن على إقراضه دينًا حسنًا، دون فوائد ودون مساومة، إلا أن يعيده لاحقًا، وعند بلوغ الرشد، ومن ثم المسؤولية، وبالتالي إرجاع الدين، كما تلقاه، إلى العجزة والمرضى وكبار السن في محيطه المجتمعي المباشر. إذن إعادة إنتاج المجتمع، ومن ثم استمراره والمحافظة عليه وتزكيته (=تنميته)، إذن ممارسة الدين أو التدين، وذلك بإرجاع ما عليه من دين (قرض وسلف) للمجتمع الذي نشأ فيه، إلى المجتمع الجديد الذي ساهم في تأسيسه وإنشائه.

بهذا المعنى، فإن غير (المتدين) أو بالأقل، الذي ليس على دين (=فطرة، استقامة، مواطنة...) فهو انتهازي، غير مؤتمن، غشاش... (ومن غشنا، فليس منا) (ص). إذن يخوننا، مع الأنانية، مع الشيطان، الذي هو اليوم، (الاستعمار).

ع. بلكبير، المضيق، 16/8/2024

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: