انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

قوانين الطبيعة، وقواعد التاريخ

قد يشبهان، صوريّاً، بعضهما البعض إلى درجة التطابق، ومن ذلك ما يجري اليوم في الاقتصادات الرأسمالية العالمية، وخاصة منها ذات المنحى الاستعماري التوسعي…

إنه لا ربيع بدون خريف، وكذلك الأمر بالنسبة للأبناك والمصارف والبورصة والأسواق والتجارة والعملات… الرأسمالية.

فبعد تراكم تضخماتها النقدية المصطنعة، وأزماتها المالية، واختلالاتها التجارية، وكسادها وبطالاتها — من جميع الأنواع — واحتياجها من ثم إلى تجديد هياكلها وقوانينها وعلاقاتها، حتى تستمر، إلى حين، حيّة، حيوية، منافسة، متطورة… لا بد من التخلص من القديم البالي والمعرقل، ليفسح المجال للجديد المبتكر.

هذا ما يحصل الآن لأمريكا وللعالم الرأسمالي المرتبط بها أو التابع لها.

كان ذلك، في السابق، يحدث عبر حروب لا تُبقي على القديم قائماً، فيسهُل بذلك على الجديد أن ينبثق، ويشيع، ويهيمن.

مثال: ألمانيا واليابان بعد الحرب الرأسمالية الغربية الثانية.

أما اليوم، فالحرب تعني فناء البشرية جمعاء، ولذلك، تخوض الرأسمالية حرباً على نفسها، بقسوة وعنف، ولكن دون حرب

رغم ذلك، لن تُبقي ولن تذر؟!

الرأسمالية لا عقلانية، ولكن الرأسماليين عقلاء؛

يعرفون جيداً مصالحهم الأقرب والأبعد، ولذلك يتصرفون بعقلانية.

د. عبد الصمد بلكبير

مراكش، 7/4/2025

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: