في الصراع المحتدم حاليًا على مستوى أمريكا، وما له من انعكاسات حتمية على العالم،
يدور التنافس بين رأسماليتين:
- رأسمالية متوحشة (على نمط ألمانيا النازية)، قاعدتها الاجتماعية الأمريكية هي المجمع الصناعي الحربي، وأداتها السياسية: “السيئة”.
- رأسمالية ليبرالية (على نمط إنجلترا وأمريكا في الحرب العالمية الثانية)، ويمثلها في السياق الأمريكي الراهن المجمع الصناعي المدني، وهو من وقف وراء انتصار ترامب.
الغريب أن الإخوان العولميين العرب (ومعهم بعض القوميين العرب الليبراليين) قد انحازوا، في هذا الصراع، إلى صف “السيئة”!
ويُفسر ذلك بكونهم يتبعون المرشد الإخواني تميم، الذي خلف القرضاوي، وأصبح ينافس أردوغان على زعامة المشروع.
فقطر، ومنذ انقلاب الابن العاق تميم على أبيه، بوساطة “السيئة”، أصبحت الأداة الرئيسة بيد المخابرات المركزية،
و**“الخنزيرة”** (الجزيرة) لسانها المخادع والماكر.
خلال عام ونصف من عدوان التخريب والإبادة على غزة، ركزوا على شخص “النتن” كمجرم، واعتبروا أمريكا داعمًا له فقط، لا آمرًا ومخططًا ومسؤولًا!
وحينما ننبههم إلى هذه الحقائق، يرفضون التنبيه.
وفي الهجوم الإبادي الأخير (17 رمضان)، أصروا جميعًا على اتهام ترامب باعتباره المسؤول عن الهجوم،
مع أنه كان من وقف شخصيًا على حسم المفاوضات لصالح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى!
أما الذين أمروا بالهجوم ونقض الاتفاق، ومنعوا المرور نحو المرحلة الثانية، فهم أنفسهم من شنوا العدوان على مدى عام ونصف،
وهم أنفسهم من اضطروا لوقفه على مضض، ثم أوعزوا للإخوان باتهام خصمهم (ترامب) بأنه من أمر بالهجوم!
بمعنى آخر، إنهم “السيئة” التي تسعى إلى استمرار العدوان وانتشاره ليشمل المنطقة كلها، خاصة إيران، بل والعالم بأسره،
وهم من قاموا بالانقلاب الإرهابي في سوريا.
فما الذي يفسر السلوك الإخواني؟
هل هو مجرد الاحتضان والولاء والتمويل… فقط؟
أم أن هناك سياسة خفية لا تفهمها إلا قياداتهم؟
لقد سبق لـأمين الحسيني أن سقط في نفس المطب، حين تحالف مع النازية (الرأسمال المتوحش) ضد خصمها (الرأسمال الليبرالي)،
وكلاهما استعمار وإجرام، وقد ارتكب بذلك خطيئة كبرى في حق شعبه، لا تزال تبعاتها قائمة حتى يومنا هذا.
Share this content: