نحن نعرف الكثير عن تاريخ الجسد البشري ( العمل) و تاريخ الوعي ( العقل) و كذلك الأدوات و العادات… و لكننا لا نعرف إلا القليل جدا عن تاريخ العواطف و القيم، و من ذلك مثلا شيمة ( الغدر) و الراجح أنها، مثل المكر، بالنسبة للنساء، كانت سلاح الذكور الضعفاء في المشاعية، حيث كل شيء مشاع، عدا الحب ( العلاقات الجنسية) حيث التوافق الجسدي، بعد التجريب، هو من يكون مرجعا ليحسم موضوع توافق ( شن مع طبقة)
و لكن يحدث أن معتدا بعضلاته، يطمع في تجريب و معاشرة ( طبقة) هذه، و لا يكون (شن) مكافئا له، فلا سبيل لهذا الأخير باسترجاع ( طبقة) إلا ترصد مرقد غريمه ليلا، و قد استغرق في نومه، و يلقي على أم رأسه بحجر ثقيل ينهي حياته، و الظلام دامس، و لا يعرف صباحا من الفاعل، و حتى إذا عرف، فلا أحد يهمه الأمر، و الجماعة في حاجة حيوية إلى جميع أفرادها، كان الغدر إذن، سلاحا اخترعه الضعفاء جسديا، لاسترجاع مسلوب منهم، من قبل قوي، و ليس ظالم؟!
في زمن التوحش الذي انتهت إليه الرأسمالية، و هي تحتضر، ارتدت نحو إحياء و بعث الكثير جدا من قيم و أخلاق و عادات عصر توحش البشر، قبل أن يصير إنسانا (=الآدمية) من ذلك العري و الوشم و التهتك و التماس التميز بشكل حلق الشعر و الميل إلى العنف و اللباس الممزق بل و المتسخ… و من ذلك أيضا شيمة ( الغدر) المعتمد من قبل من يعتبرون أشخاصهم وهيئاتهم، على دين، و ما هم كذلك، بل جشعون متوحشون متهتكون عنيفون طماعون انتهازيون… و غدارون، قبل و بعد كل شيء، و هذا ما حصل للوطنيين و القوميين الديموقراطيين العرب معهم بعد تأسيس (المؤتمر القومي الإسلامي) لمواجهة الصهيونية و من خلفها من إمبرياليات، فإذا بهم يغدرون، و يقلبون تحالفهم نحو ( السيئة) أوباما و رايس و كلينتون و المشيخات و تركيا الأطلسية، و ليس الإسلامية، و يجهزون من تم على جميع حلفائهم الوطنيين و القوميين، في ليبيا و مصر و سوريا و العراق و اليمن… و فلسطين نفسها، لولا لحظة السنوار العابرة، و التي لم تنفذ نحو أعماقهم، القاعدية و الداعشيةـ النصروية؟!
د،ع، الصمد بلكبير
10/03/2025
Share this content: