الطوارق المغاربة (أشبال وشباب وحتى أطفال...) الأبناء الأوفياء لأبيهم طارق بن زياد، الذي سبقهم إلى (إحراق) سفنه، قبل أن يحرقوا هم جوازات سفرهم، إذا توفرت أصلاً. يبتكرون طريقة أجدى، لاسترجاع مدينتهم المحتلة، سبيلاً لإعادة فتح الأبيض المتوسط لحرية التنقل، وممارسة الحق الإنساني في الهجرة، والذي بدونه، لما كانت الإنسانية على ما هي عليه اليوم من تقدم واتصال وتواصل، خصوصًا وأن الطوارق المناضلين الوطنيين أولئك يحسون، وأحيانًا يعون، أن ثروات وطنهم قد سُرقت منهم، وهُرّبت نحو الشمال الرأسمالي الغربي، ويحق لهم لذلك الكفاح لأجل اللحاق بها، لا لاسترجاعها، بالأحرى وإنما على الأقل للاستفادة منها حيث هي منهوبة، في مرحلتي الاستعمار، القديم والجديد. ليسوا انتحاريين إذن، بل استشهاد بين بالأحرى، ولا عبرة ولا أهمية للنوايا المعلنة، أو الدوافع المعبّر عنها، وإنما لدلالات الفعل السياسية والتاريخية. إنها إرادة التاريخ، وهي من إرادة الله، حسب الآية. خذوا (الحكمة) من المراهقين أيضًا.
إكراهات السياسة قد تعوق الحق والواجب، وليس الأمر كذلك بالنسبة للشعوب؟
المدن والجزر السليبة، يجب أن تُحرر وأن تُسترجع إلى الوطن الأب، وإلى الأمة الأم. إذا لم تسمح شروط سياسات الدول بذلك، فلم لا يتم الأمر بالسباحة الجماعية والسلمية للأجيال الوطنية الطالعة؟
تحية عميقة للشبيبة المغربية المتحررة من إكراهات الإدارة، وتبعية الهيئات التابعة لها.
ليس (التيك توك) من يسر الإنجاز، بل إرادة الناس، وهي من إرادة الخالق.
(ع. ب)
Share this content: