يقدم الإعلام المغرض، أو على الأقل البائس معرفيًا، ما يبدو من تناقضات في الرأي وأحيانًا في المواقف بين الكيان وحاضناته الأمريكية، وكأنه فعلاً كذلك في حقيقته. والحال غير ذلك تمامًا؛ هو اختلاف بل وصراع أحيانًا، أمريكي - أمريكي، لا أمريكي - إسرائيلي، ينعكس على ساحة الكيان ولكن مصدره أمريكا وتناقضات مصالح واستراتيجيات المجمعين الصناعيين المدني والحربي، وتعقيدات وتشابك علاقات أطرافهما المتعددة والمتنوعة.
وتكاد حالتهما الراهنة تكرر حالة صراعهما خلال حرب فيتنام، أو لاحقًا الموقف من النظام الاستعماري العنصري في جنوب أفريقيا. وفي الحالتين، انتهى صراعهما لمصلحة المجمع المدني، ومن ثم السلام إلى حين. ذلك ليس بسبب آلي (= ميكانيكي) يكمن في اختلال ميزان القوة العسكري وغيره (إعلامي، دبلوماسي،...)، بل أساسًا، بسبب جدلي، يكمن في قواعد اقتصاديات السوق، وقوانين العرض والطلب فيه.
إن إقبال رأس المال على الصناعات العسكرية، سيؤدي حتمًا إلى نتيجتين: انخفاض تدريجي في ربحية سوق الحروب، وفي المقابل، تصاعد تدريجي أيضًا في ربحية الصناعات والخدمات المدنية، على الصعيد العالمي أولاً، ثم الأمريكي لاحقًا واضطرارًا، لا اختيارًا.
هزيمة رأسمالية التوحش حتمية إذن أمريكيًا وأطلسيًا، وهذا هو رهان السنوار والغزيين وجبهة المقاومة والسلام، في المنطقة والعالم.
الإنجيليون الصهاينة + التلموديون + الرجعية العربية، هم امتداد وأدوات المجمع العسكري وعقله المفكر والمدبر (CIA)، واليهودية التوراتية، والصهيونية. ومن يراهن عليهما عربيًا (السلطة، والمطبعون) وعالميًا (أوروبا + البريكس + أغلبية شعوب ودول العالم) يراهنون على انتصار راجح للمجمع المدني الصناعي، وأيضًا على المجتمع المدني الأمريكيين.
د. ع. بلكبير
Share this content: