انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
"مقتطف من مذكرات العربي مفضال "زهرة العمر
من أساطير “ما بعد الحداثة”

حديثهم عما يسمونه ب "الشعوب الأصلية" أغلوطتان ايديولوجيتان: 

  1. الخلط المتعمد (أو عن جهل) بين الشعوب من جهة، والقبائل والعشائر والبطون... من جهة ثانية.

التقسيم في الحالة الأولى أفقي – طبقي، وفي الثانية عمودي، ولا يتصور وجود ل "شعب" بدون إدارة دولة، والحال أن الثواني، وجدوا قبل وجود الدول، ويستمرون مع وجودها، هوامش ملحقة، مؤقتة وتقليدية محافظة، (عدا حالات مقاومتها للاستعمار).

لقد تأخرت نسبياً منطقة الشمال الافريقي عن دخول التاريخ، وتأسيس دولة، مقارنة إلى شرقها وإلى شمالها، وعندما تم إلحاقها به (التاريخ) فقد تم ذلك من خارجها، توسعا وتجارة من قبل الشمال (روما...) وإلحاقاً وتحريراً، من قبل أشقائهم في المشرق (فراعنة، فينيقيين، عاشوريين، يمنيين... وعربا).

"الأمازيغية" صناعة استشراقية – استعمارية غربية. كانت التيفيناغ (= الفينيقية) لا أقل من أربع مئة لغة قبلية أو جهوية مغربية، تماماً كما كان عليه الأمر بالنسبة للهجات العروبية، وذلك قبل ان يتم تفصيحها (توحيدها، مَعيرتها، كتابتها...) وذلك عندما تأسست بالإسلام، دولة امتدت من المشرق نحو المغرب، استقلالا من الاستتباع (عن الروم والرومان والوندال...) وتوحيداً وتحريراً (من العبودية ومن القبلية ومن الوثنية والسحر ومن الشعوذة وعبادة الحياء...) ونهوضا وتواصلاً، اقتصادياً وتجارياً وعمرانياً وثقافياً... بين المغرب والمشرق...

بين الشطرين، في ما قبل التاريخ ومعه... حركات من الهجرات المتبادلة، لم تنقطع قط في "أرض الله" (ألم تكن أرض الله واسعة؟) ودواعي ذلك لا حصر لها (جفاف/ كوارث/ أوبئة/ نزاع/ مجاعات/ اقتفاء الماء والمرعى...) الحدود بين "شعوب" أمر طارئ في التاريخ وبالتاريخ، أما القبائل والعشائر... فلا حدود تفصلها عن بعضها، تكاملاً أو تصادماً جدلياً، لا عضوياً (عضو القبيلة ليس ابنها ضرورة؟).

  • ويرتبط بذلك أسطورة "الأصل"، ففضلاً عن أن "لكل أصل أصل" (دريداً) ما ننتهي به منطقياً إلى الميتافيزيقا (نظرية الخلق) وهو ما يتصور دعاة "الأصل" أنهم "متحررون" منها (؟!) فإن جذور البشرية، تعود إلى ما لا يقل عن 7 مليون عام، ودخولها بشائر وممهدات المدنية والحضارة، يعود إلى 100 ألف عام. فعن أي أصل تتحدث المنظمات "الدولية" المختصة والمشبوهة ؟!

"كلكم لآدم، وآدم من تراب" التراب إذن، هو الأصل المؤكد والموحَد، والموحِد للبشرية جمعاء. ولا مجال معه لتمييز عنصري أو تفوق "عرقي" أو دعوة لنزاع ما قبل تاريخي، وما "بعد حداثوي" (؟) نحن اليوم، وبسبب الظاهرة الاستعمارية خاصة. في شروط تأسيس الشعوب والدول القومية (مركزية أو فيدرالية...) وذلك حسب الشروط الجغرافية والثقافية – التاريخية، ما يسمح بتعدد (لا تنوع) المكونات والروافد، ومن تم، فإن الكثير من تناقضات ومعضلات تلك الاتحادات القومية الناشئة أو المتجددة (؟) ستجد حتماً، في إطار الوحدة، وليس الانفصال والعزلة، سبيلا لتجاوزها ايجابياً، خاصة وتقدم العلم والتقنيات والاجتماع البشري وإدارات الدول... هو في مصلحة إعادة الاعتبار للشفوي على حساب المكتوب وللفلكلور إلى جانب الثقافة والجسدي – الحركي... على حساب المجرد، وللخصوصيات، دعما للموحدات. بل وللفردانية على حساب الجماعية... والمطلوب إذن، من قبل التاريخانيين والديمقراطيين، أن يسهلوا عليه مسيره ومساره (التقدم التاريخي) لا أن يعرقلوه ويشوشوا عليه. خدمة لمن لا مصلحة لهم (الاستعمار) في تراكمه التقدمي، ومن تم في التسريع بانعتاقهم وتحررهم هم أنفسهم (؟!) 

د. عبد الصمد بلكبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *