انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

مكر اللغة – النص بين الإنتاج والاستقبال

                           د.ع الصمد بلكبير 

بلاغة الخطابات،  لا تتحصىن عند مقاصد منتجيها ، بل هي تخضع  لتأويلات المستهلك .. ذلك حسب حاجياته منها ، او بالأحرى حسب  وعيه بتلك الحاجيات ، وقد يكون وعيه مزيفا او مغلوطا  ومقلوبا 

 من ذلك  مثلا " المثل السائر " في مايسمى بالآداب الشعبية  وهو صيغة حوار ثنائي بين سائل ومسؤول :

ـ آش خاصك ألعريان ؟

ـ خاتم آمولاي 

الايدولوجيا الطبقية ( الإقطاعية في هذه الحالة ) تقضي، بان يتم الضحك والاستهزاء من بؤس وعي المسؤول، والذي يعكس بؤسه المادي كقن ، وهو ماتتحدث عنه أطروحة نيتشه حول ، اخلاق العبيد "  الذين يضاعفون من تقليد الأسياد والتشبه بهم ،  ظنا منهم (موحى إليهم) أنهم بذلك سيصبحون اسيادا ايضا ،  هم لايعون  ، ولا يمكنهم ذلك، أن الأمر موضوعي وناتج عن علاقات انتاج  مادية ،لا عن خلق او تخلق .

" المولى " من الكلمات ، او المصطلحات ،  الأضداد فهي تعني السيد والعبد( او القن) وهو أمر  قد يعكس واقعا ، أليس "حاذي الأينق "  يتقدمها  و"خادم القوم سيدهم " ؟

اللغة هي بقدر ما يسعى مستعملها إلى التخفي بها عن مصالحه عن طريق البلاغة ، بقدر ما تفضحه وتعريه أيضا ، إننا بقدر ما نستعمل اللغة ، تستعملنا أيضا وهنا يكمن بعض المعنى الموضوعي للايدولوجيا و للتاريخ كمعطيات مستقلة ولا تخضع للرغبات الذاتية او الشخصية .

في قراءة اخرى نافذة  وحصيفة  فإن الذي يستحق الضحك والاستهزاء في المثل السابق  ، هو المولى (=السيد) السائل ،فهو يعاين المولى  المسؤول عاريا ويصفه بالعري ، ومع ذلك فهو يسأله عن احتياجاته( ؟ !)  هو إذن يرى ولا يرى يتكلم ولا يقول شيئا ،مرفوع عن الواقع ،ابله .. ولذلك لم يستحق من " العريان " سوى التهكم  والسخرية

في ميزان قوى ايديولوجي ( = بلاغي) مختلف ،ينقلب المعنى وتستحيل الدلالات المقصودة الى نقيضها، الأمر إذن لايتصل بمنتج ومستهلك، بل .بمحيط ثقافي وسياسي : سوي وعادل او مختل وظالم ... هو مايحسم صراع الايديولوجيات والتأويلات.... 

***

اسأل " دعاة " الفلكلورا" والذين يخلطونه بالثقافة ، مع  من سيتعاطفون في المثل السابق؟  وعلى من سيضحكون ؟أم انه ضعف  الطالب والمطلوب" وداعية  الفلكلور أيضا " 

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: