د. حسن جلاب
ليست مدينة مراكش، العتيقة خاصة، هي ساحة جامع الفنا فقط. على الرغم من أنها من أهم الساحات العالمة الجامعة في الأصل والوظيفة لثقافتي المدينة ومحيطها البدوي. الدامجة بين الثقافتين العالمة والشعبية.
كما لا يجوز اختصارها في أبوابها وسورها الألفي والأطول، كسور محيط بمدينة في العالم.
ونفس الحكم ينسحب على مساجدها وصوامعها وفنادقها ورياضاتها وحدائقها وأسواقها وسواقيها وعرصاتها... كل ذلكم من تراث الدولة أو إرث المجتمع لا يكفي وحده للحديث عن تاريخها والتعبير عن حضارتها.
إن العشرات بل المئات من الرجال والنساء الأفذاذ في مختلف مجالات المعرفة والعلم والدين والصناعات والحرف... تحللت أجسادهم في تربتها المقدسة، وذلك بعد أن صنعوا في حياتهم مجدها التليد.
ليس الرجال السبعة إذن، سوى رموز لكثير من أمثالهم ممن بنوا نهضة هذه المدينة المعطاء والمفتوحة على الجهات الأربع وعلى السماء. المطلوب أن يحظو، ذاكرة وفضاء، ومن قبل الجميع، وخاصة النخبة والمسؤولين والمستشارين المحليين... بما يستحقونه من اعتبار وتكريم، أهلهم له احترام شعبهم بل وأمتهم لهم، من السحيق وحتى اليوم.
فيا أيها الزائرون، أدخلوا في اعتبار برنامجكم الاهتمام أيضا بهؤلاء وأمثالهم. فالسياحة أيضا ثقافة وحوار ثقافات.
ع. بلكبير
Share this content: