انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
"مقتطف من مذكرات العربي مفضال "زهرة العمر
رسائل من السجن

لتقي الدين أحمد ابن تيمية 

هذا رجل، توزعت حوله الأمة، فخسرته جميعا، أشياعه ومناوؤوه معا ظلموه، وذلك بعدم فهمه. ولأنه عاش في عصر مليء بالمتناقضات. فانعكست في ذهنه ومواقفه. فإن العقل البسيط والوعي الساذج، الذي معه والذي ضده، لم يستوعباه فخسراه معا.

توزعه الصراع على جبهات: الاستبداد والتجزئة القطرية والثقافية والاحتلال... تكاد تكون هي نفسها معضلات راهننا، وكان جوابه بسيطا: العدل رهين بالاستقلال والحرية، وهذه متعذرة دون الوحدة، وحدة الدولة ووحدة المجتمع، انقسام الأمة بين حدود مصطنعة سياسيا وثقافيا (دينيا) لن يفرز سوى حكام ضعاف، ظلمة، وتابعين للأجنبي. 

الوحدة مع الاستبداد أهون من الاحتلال، وأهون من تجزئة تتوزعها أنظمة عادلة، لأنها ستكون جميعا مؤقتة، مواجهة الاحتلال إذن أولوية قصوى ولو كان من قبل مسلم (التتار في العراق) فما بالك بأجنبي (الصليبي في الشام) ومن أجل ذلك يجب التمسك ب:

1.الدولة المستقلة، ولو كانت مستبدة وغير شرعية، وتأجيل كل ما يضعفها اتجاه الخارج / 2.وحدة المجتمع الدينية: العقدية بالعودة إلى الأصول، بعد فشل التوحيد الأشعري (السني/ المعتزلي) وفي الفروع بتوحيد المذاهب الأربعة فضلا عن الجعفري الشيعي. /3.محاربة التصوف لأنه: ينشر الخرافة، الكسل، الرهبنة الانعزالية ويفتت الجماعة./ 4.التقريب بين الديانات "العربية" الثلاث: الإسلام المسيحية واليهودية./ 5.الدفاع عن المرأة (ضد الطلاق والتعدد...). / 6.مناهضة ثقافة التأمل (الفلسفة، المنطق... تفسير العالم) ومع ثقافة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد (=المقاومة) ثقافة الممارسة والتغيير والارتباط بالمجتمع وبالدولة كضمير مزدوج ومستقل لهما معا وفي آن./ 7.نوع من "العلمانية" وهو المعنى الذي أسسه لعلاقة الدين بالدولة 
أو بالسياسة: اتصال دون اندماج وانفصال دون انعزالية (تصوف).

                                                 ع. الصمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *