انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
"مقتطف من مذكرات العربي مفضال "زهرة العمر
السلفية الوطنية

ثمة خلط شديد، وضار جدا، بين خمسة حقول دينية، بينها صلات وعلاقات وتداخل، غير أنها مع ذلك منفصلة عن بعضها في شروطها، متميزة بخصائصها، أقصد: الدين/التدين/الإيديولوجيات الدينية/المؤسسات الدينية/والتشريع، ويمكن إضافة جوانب أخرى تتداخل هي أيضا مع تلك، مثل: العادات والأعراف والتقاليد وحتى بعض أنماط التفكير: السحري والخرافي والأسطوري والوثني... الخ.

قد يكون الخلط عفويا وموروثا، غير أنه قد يتم بشكل مدبر. وذلك من قبل أعداء الدين وخصومه، من: عبدة الدرهم والسلطة "الذين يكنزون الذهب والفضة" ولا ينفقوها والمرابون والمطففون والمنافقون، والمرتدون (=الخونة) ... وذلك بقصد حماية مصالحهم ومطامعهم، ونشر البلبلة والتغليط والتشويش في صفوف المتدينين من الكادحين، اختراقا وتخذيلا لصفوفهم، وتعطيلا لوحدة إرادتهم.

الدين ظاهرة وجودية لا تاريخية، لا يفهم معها وجود للبشرية بدونه، قيمه وقواعده الأخلاقية... هي ما يفسر الانتقال التاريخي للبشر نحو "الإنسانية" والحال أن الإيديولوجيات ظواهر اجتماعية ـ تاريخية، ظهرت مع دخول البشرية صناعة تاريخها الخاص. من تم بروز الطبقات الاجتماعية وبالتالي إدارة الدولة، وما اقتضاه ذلك من إنتاج للإيديولوجيات الدينية... لتسويغ أوضاع ظالمة ولا عقلانية غالبا.

لكل اجتماع (عمران) بشري، شرائطه وخصائص علائقه، من تم مصالح مكوناته ومطامحها. وهذه تؤثر في قراءتها للنص الديني، ومن تم تأويلها وتنزيلها لها، على الوقائع العينية. غير أنها تتشبث دائما بأن تأويلها وتوظيفها الخاص للدين، هو الدين نفسه؟

في العصور الوسطى، سادت غالبا طبقة الإقطاع على مجتمعات وإدارات دوله. وهذه كنت متقدمة جدا مقارنة إلى تركيبة وقيم المجتمع العبودي قبلها... غير أنها مع ذلك احتفظت منه بالكثير، ومن ذلك موقفه من المرأة. لم تعد "أمة" حقا، إلا أنها أضحت قينة يختصر شخصها في جسدها، وهذا الأخير في بضعها للجنس، وبطنها لإعادة إنتاج المجتمع، وقوة عملها في المنزل وفي الحقل... ويعتبر لذلك صداقها بمثابة عقد شراء لجميع ذلك، وتصبح لذلك مملوكة لسيد يحجبها عن مجتمع غابوي "مفترس" ثم يوظفها حيث يشاء.

هذا "التقليد" لا علاقة له بالدين عموما، ولا بالإسلام خصوصا. بل هو امتداد في حقيقته لتقليد عبودي (يهودي ـ تلمودي) تمكنت "الإسرائيليات"، من تسريبه ودسه في تأويلات الإسلام الإقطاعي، على أنه "الإسلام" وما هو كذلك.

"النقاب" تقليد وعادة لا علاقة لها بالدين ولا بالتدين، بل بأيديولوجيا استعبادية، جاء الإسلام أصلا من أجل مناهضتها وتحرير الإنسانية منها، وفي المقدمة منها النساء، وفي ذلك يكمن بعض سر التحاق المرأة بالدين الإسلامي قبل الرجال (خديجة) وكن أيضا أكثرية الأنصار، في استقبال الرسول (ص) وصحبه عند الهجرة إلى المدينة، وهو الحدث الأعظم في تاريخ الإسلام والمسلمين.

المطلوب لذلك وكما كان يدعو ويمارس المهدي بن تومرت، ممارسة الفرز والتميز، وفي كل حين، بين الحب والزوان، بين المسلم والمدعي، بين المتدين فقط، والذي على دين فوق ذلك.

د.ع. الصمد بلكبير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *