انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

/strong>الرأسمالية الاستعمارية… تُحتَضَر

د.ع. الصمد بلكبير

شكل غزو ثم إعلان (و.م. الأمريكية) النموذج الأول للاستعمار في الدرجة الأقصى لهمجيته: الإجلاء البشري والتطهير الثقافي والإحلال الاستيطاني، ولم يكن احتلال فلسطين لذلك سوى استنساخ لنفس ايديولوجيا "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" وهو بعض مما يفسر ترابطهما العضوي... والمصيري التوسع الاستعماري في الحالتين ولد معهما منذ التأسيس.

لم يكن الهنود الحمر وحدهم الضحية بل أيضا الملايين من الشبيبة الإفريقية، الذين حولتهم الرأسمالية الأمريكية إلى عبيد.

نفس الأمر بالنسبة لفلسطين، حيث اقتلعت الصهيونية ملايين اليهود من أوطانهم الأصلية لتحشرهم في "اوشفيتز" بحجم وطن مغتصب.

خاضت أمريكا خارج حدودها أكثر من أربع مئة حرب أو تدخل أو انقلاب... في العالم، نهبا لثروة، وتشغيلا لمصانع الأسلحة، وحرمانا من استقلال، وتثبيطا لتنافس وطموح... والعرب أكثر من اصطلي بنيران ذلك.

في أمريكا حريات فوضوية لا ديمقراطية... ومصادر أزماتها وأزمات العالم كونها تستهلك أضعاف ما تنتج، متوسلة إلى ذلك بابتزازها ثروة الأمم عن طريق عملتها، وتوظيف المنظمات "الدولية" لخدمة مصالحها، وتسييد اقتصاديات الظلام: تجارة السلاح والقمار، المخدرات، العهارة، التهريب، التبييض، التزوير والغش...إلخ.

رأسمالية اليوم تُحتضر، غير أنها قبل ذلك تغتال الطبيعة التصحر، الثقب، الأمراض...) والمجتمعات والأسر والقيم والأخلاق والدين...إلخ العملاء، هم في الصحافة والجامعة و"المجتمع المدني"... وكذلك "الإسلام" الفوضوي والشعبوى والعولمي-الأمريكي والإرهابي... وحتى الصهيوني.

لم تعد أمريكا تستهدف الأرض والثروة... فقط بل ووعي الناس وذاكراتهم وخيالهم وعواطفهم وأذواقهم... وذلك بالإعلام والسينما والتلفزة والرقص والموسيقى ورياضة المنافسة والاستهلاك النمطي والسفيه... على هذه الواجهات تخاض اليوم، ومن قبلها حرب مخابراتية، ذكية وشاملة.

فهل تستحق هذه "الجريمة" المجسدة أن تكون لنا نموذجا ؟!؟

تحرر وعينا وسلوكنا، هو شرط لتحرير واستقلال أوطاننا وسيادة دولنا، وحقوق الأوطان شرط لحقوق الإنسان، ولا حريــة للإفــراد (=المواطنين) إذا كانت الأوطان في استعمار. 

2012

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: