انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

التنمية البشرية

                                                 د. حامد عمار 

يتميز زمن رأسمالية ما بعد الإمبريالية (العولمة) بإقصاء المواطن (بالتالي السياسة والدولة) وتهميش الثقافة (الإنسان) وابتدال القيم ومحو الذاكرة وقمع الاحلام واحتقار الخيال...جميع ذلك وغيره، يوظف لمصلحة تسييد الأسواق وتبضيع كل ما تمسه: الأحاسيس والمشاعر والأخلاق... أما القيمة فهي للمضاربات المالية والعقارية وفي الأجساد والعواطف... و«تجارة» المخدرات والأسلحة والتبييض والتهريب وإنتاج الحروب باعتبارها أسواقا استهلاكية... وتخريب البيئة والذمم، و«القمار»... بمصير البشرية.

إنها «الأزمة»، أو بالأحرى الأزمات تنتجها مراكز الغرب الرأسمالية وتصدرها نحو شعوب الجنوب والشرق المستضعفة... في صيغ متعددة هي فضلا على السابقة: نهب وديون وأوبئة وفساد وسرقة للكفاءات وللثروات...

لا سلاح سوى المقاومة، ولا مقاومة، بغير الإنسان الحر والكريم... ومن هنا تأتي أهمية الرجوع إلى إرادته وإلى حماسه... لمعالجة كل البلايا وكل الخطايا، وذلك لا يكون بغير برامج جذرية وشاملة لتنميته جسدا (الصحة، السكن) وعيا ووجدانا (التعليم/ التكوين/ الثقافة والإعلام) ومجتمعا (الحريات والديمقراطية).

غير أن مفهوم التنمية، كغيره من أمثاله، يكتنفه الكثير من الإلتباس والغموض والتنازع حول الدلالة والمعنى والبرامج الكفيلة بتحقيقه وتنميته هو نفسه.

تنمية بشرية أم بالأولى إنسانية؟ تنمية له وبدونه أم بواسطته؟ مشارك في التخطيط أم في التنفيذ فقط؟ اجتماعية أساسا أم تربوية، تعليمية، تكوينية ودينية – أخلاقية؟ ثقافية، سياسية (الديمقراطية)؟...إلخ...إلخ أم جميع ذلك؟ وكيف؟ في ذات الوقف، أم بترتيب لها حسب الأسبقيات؟ ومن يقوم بماذا؟ أدوات الدولة (وهي كانت مصدر الأزمات؟) أم المجالس «المنتخبة» (وهي كما يعرف الجميع؟) أم بما يدعى جمعيات «المجتمع المدني» وهي اليوم مهددة بما اخترق إدارة الدولة من فساد...؟ أسئلة كثيرة...يطرحها الموضوع. عسى أن تجد في هذا الكتاب ما يغني النقاش حولها...

ع. بلكبير

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: