انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

أسئلة حول “الربيع”

د.ع. بلكبيــر 

1-المطلوب من جميع الذين يفسرون حركات الشارع الانتفاضية، بعوامل الداخل وحدها، أن يوضحوا لنا: هل ما زال للاستعمار وجود متجدد ونافذ، بل وحاكم في الكثير من الحالات أم لا؟ وإذا كانت له هيمنة، بل وحتى سيطرة، فما هي تجلياتها وآثارها العربية، وذلك في ما يتصل خاصة، بالانتفاضات إياها؟

2-هل كانت إمارات الخليج وقنواتها المتابعة، بل والمحرضة بالساعة والدقيقة... تتصرف مهنيا ومن تلقاء نفسها؟ وهل كانت تستهدف حقا وصدقا، تحقيق الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية لشعوب الانتفاضات... وهي بعد لا تملك دستورا ولا مؤسسات ولا حريات (؟!)

3-جميع الرؤساء في الدول التابعة، وخاصة لأمريكا.. انتهوا بالارتداد عليهم من قبلها (سوموزا... سوهارتو... الشاه...). فلماذا سيكون مبارك أو ابن علي، شذوذا على هذه القاعدة (؟!)

4-التقارير الصحفية الجادة (جون افريك مثلا) أكدت بالحجة، أن سفر الرئيس ابن علي.. لم يكن هروبا، بل خدعة وتهريبا من قبل الحرس الرئاسي. ما يدل على أن الأمر هو أقرب إلى الانقلاب في تونس منه إلى ثورة (؟!)

5-لقد تواترت الأخبار والتقارير الصحفية، بالحديث عن تمهيدات وتكوينات وتمويلات... ضخمة لمن يمكن وصفهم بالفيسبوكيين، والذين أنجزوا الكثير في انتفاضة مصر خاصة. ودور الخارج في ذلك واضح وجلي ومعروف. والخط التحريري للشابكات، هو تماما مثل الخط التحريري لقناة "الجزيرة" مثلا= الفوضى العارمة (أو الخلاقة) للخراب...

6-بل إن ثمة صحفا وجمعيات، وحتى أحزاب وشخصيات... تشكلت ومولت أجنبيا وفي زمن سابق، خاصة بالنسبة للساحة المصرية... ألم تشكل مستوى من التدخل الخارجي، تمهيدا ومسارا للانتفاضة إياها؟!(أربعين مليون دولار، لصحيفة مصرية واحدة).

7-وعندما حلت الانتخابات، وظهرت التمويلات الخليجية الضخمة لحملاتها، خاصة في تونس ومصر... أليس ذلك دليلا آخر يؤكد نفس الأمر.

8-إن تصريحات، وبعض علاقات ومبادرات وقرارات السلطة الإسلامية المنبثقة (مصر وليبيا...)، تؤكد ما أشيع سلفا من أخبار، عن تحالف سابق للإخوان، عقدوه مع ذلك الخارج إياه، وبإشراف "قطري"، وضمانات تركية (؟!).

9-ثم أليس في الأمر، رغبة وإرادة غربية، لتصريف أزمات الرأسمالية الراهنة نحو شعوب ودول الجنوب، كما حدث دائما في العصر الحديث، وذلك خاصة نحو خوصصة القطاع العام، وفي المقدمة منه الأبناك ("القاهرة" في مصر و"الأخضر" في تونس... مثلا، فضلا عن قناة السويس وخطوط الطيران... الخ)، وتحرير الأسعار والأجور، وإلغاء صناديق الادخار والاستثمار والضمان الاجتماعي والصحي، وإلغاء مجانية التعليم... الخ.

10-وما يحدث اليوم في ليبيا واليمن وسوريا.. وقبلهم الصومال... أليس حجة على أن في الأمر تدبيرا وتخطيطا على جميع المستويات، لإحداث ما نعاينه من دمار وتخريب وفوضى أمنية واغتيالات وقتل وفتنة... المقصود بها كيان الدولة ووحدة الشعب والمجتمع بها...لا الإصلاح أو الحرية والديمقراطية... كما يدعون (؟!).

لم تكن، ولا هي اليوم ثورات، ولا حتى انتفاضات عفوية، هي بالأحرى بعض منتوج تعطيل، بل واختراق المجتمعات، وإفسادها من داخلها.. ثم توظيفها في المحصلة في إحداث "انقلابات مدنية" محصنة ومسلحة بإعلام كثيف يومي ومتعدد لتسويغها كـ"ثورات" شعبية، ضدا على أنظمتها (=دولها في الحقيقة).

Share this content:

[1]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: