انطلق عبد الصمد بلكبير وكوكبته ... في منتصف 1984، في بناء صرح ثقافي عالي المستوى. اعتمد أولا على المقاربة الشمولية للقضايا
مقتطف من مذكرات العربي مفضال - زهرة العمر

Share this content:

القاضي عياض

تأليف مجموعة باحثين  

عند المقارنة بين قضائين: الحاضر منهما موروث عن نظام رأسمالي-استعماري، وآخر يحتجب عميقا في الذاكرة الثقافية والشعبية. نفهم بعض سر هذا التقديس للقاضي عياض، نموذج القضاء كسلطة أولا ومستقلة ثانيا نزيهة، عادلة وعالمة ثالثا.

لم يدع الولاية ولا هو سعى إليها. ومع ذلك، فهو واحد من بين سبعة أولياء مدينة مراكش وعموم الوطن. لا برغبته بل بإرادة الشعب، لأنه ساهم في بناء صرح مؤسسة القضاء الذي يدون منعته وسيادته واستقلاله وعدالته... لا استقرار ولا نمو ولا نهضة لدولة أو وطن.

سليل أسرة مغاربية بحق. وابن "سبتة"، أول مدينة عربية وإفريقية ابتليت بالاستعمار، ولا يزال عارها يطارد استقلالنا وكرامتنا الوطنيتين. سبتة التي تحولت من منارة للعرفان وإشاعة الحضارة في ضفتي المتوسط، إلى جرح ينزف منه اقتصادنا ومجتمعنا وكرامتنا... منذ حوالي ستة قرون.

وكما هو حال قضاتنا الرواد. فلقد كان عياض عالما مشاركا ومنتجا في جميع علوم عصره وآدابها تقريبا: فقيها، محدثا، متكلما، مؤرخا، خطيبا، شاعرا ومناضلا سياسيا شجاعا لا يساوم على مبادئه.

وبإنشاده لحقوق "المصطفى" في كتابه الرائد "الشفا" خلد اسمه وأشهر وطنه في العالمين. منذ ذلك وحتى اليوم. 

                                                 ب.ع.الصمد

Share this content:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Share this content: